حرب جزاء:
للمشركين مع المسلمين حالان: حال المسالمة والمعاهدة والوفاء بالمواثيق، وواجب المسلمين حينئذ: الوفاء كذلك: فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 4]، فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ [التوبة: 7].
وحال الغدر ونكث الأيمان، أو الاعتداء والطعن فى الدين والوقوف فى وجه الدعوة، وجزاؤهم حينئذ: القتال والحرب: وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ [التوبة: 12]، ولا علاج إلا القتال فإن الغدر يفقد الثقة، والاعتداء يثير الحفيظة، ولا علاج إذا فقدت الثقة، ولا شفاء إذا ثارت الحفيظة إلا بالقتال وآخر الدواء الكى.
وتلك أحكام عامة تطبق فى كل زمان ومكان، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ولقد طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش حين نقضت عهدها بعد الحديبية، واعتدى حلفاؤها من بنى بكر على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من
خزاعة، فناصرتهم وآزرتهم ولم
(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (170) من السنة الخامسة فى يوم السبت الموافق 12 من ذى القعدة سنة 1366 هـ- 27 من سبتمبر سنة 1947.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 247